الثلاثاء، مايو 25، 2010

سنفونية الحياة في الفلاحة البيوديناميكية

كل واحد منا يشكل عالما في جزء منه يختلف عن الأخر.
كل واحد منا في ذاته شيء يمكنه أن يثري به لآخر.
المهم أن يرحب بعضنا ببعض...

هكذا كان إحساسي وأنا ألج عالم الفلاحة البيوديناميكية في نهاية التسعينات من القرن الماضي .
إحساس ممزوج بالألم و الأمل.

ألم بأن العالم يعيش تغيرا حادا مظهره العام انقراض كائنات كانت في يوم ما قريبة مني تقاسمني الزمان و المكان : الغزال،الأرنب البري،الرتم،الضمران،الباقل..الخ
وأمل بأن نمط الفلاحة التي أمارسها ينمي في شعوري بأنه يمكن إعادة بعض هذه الصور الماضية و لكن بكثير من الصبر و الفهم .

أن افهم بان الكون يشكل وحدة متناسقة متناغمة لا أجزاء مختلفة متعارضة . انه كون يربط بين مكوناته الانسجام التام فلا خوف على الغنم من الذئب مادام الراعي فطنا.
فما هو وجه فطنة الراعي...؟

هو تفهمه لحاجة الذئب و متطلبات الغنم. حاجة كل واحد منا للحياة. حياة يؤدي فيها الفرد دوره متكاملا مع أدوار الآخرين.هذا الفهم ييسر الحياة و يبسطها و في بساطتها سعادة.

إن مشهد التدافع بين النمل و الخنفساء la coccinelle و الفطر المتعلق بأوراق النبات le puceron هو مؤشر حياة لا يحق لي أن أوقف نسقه إذ انه يتم في إطار المصلحة العامة للكائنات. و بالتالي فهمت ،انه عندما انخرط في هذا النمط من الفلاحة فاني اعمل ضمن المصلحة العامة للكون .

لعلي و أنا ألامس حجرا صلبا لا يفل فيه الحديد وأحوله إلى دقيق رطب أدفنه في الأرض في قرن بقر لمدة ستة أشهر يتلقى فيها طاقة الأرض المستمدة من طاقة السماء ثم استخرجه لأمزجه بالماء الذي أحركه لمدة ساعة كاملة اشحنه هو الأخير بالطاقة و بكل ود اهديه لضيعتي لعمري هي سنفونية الحياة في الفلاحة البيوديناميكية .

انه التناغم بين السماء بما يزخر به من كواكب و نجوم ورحم الأرض المتلقي لهذه الطاقة . هذا الأمر عمق في داخلي بطلان تصنيف الكائنات إلى حية و أخرى غير حية و إن الإحساس حكر على بني البشر . فكل كائن يحيا وفق أسلوبه و إن النباتات قد تكون أكثر رقة منا في إحساسها .لذلك حرصت على إعداد المستسمد بيدي وان أتواصل معه دون الإخلال بنسقه .

فالمطلوب أن أكون منسجما مع هذا العالم بما يحويه من كائنات حتى أحيا في سلام معها لأنها تعمل وفق نسق عالي المستوى.

لا يفوتني أخيرا إلا أن أعرج على أبيات قالها الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي ضمن ما توحيه الواحة من رقة في المشاعر و إحسان في الأداء:

ويشيدون من الرمال البيض و الحصب النضير

غرفا و أكواخا تكللها الحشائش و الزهور

و ينضدون من الربى بين التضاحك و الحبور

طاقات ورد آبد تزري بأوراد القصور

لكم مني التحية الحبلى احتراما و السلام عليكم
.

ليست هناك تعليقات:

الأغذية المعدّلة جينيّا تبديل للخلق و تسميم للخلقة

الأغذية المعدّلة جينيّا تبديل للخلق و تسميم للخلقة

الميدات الحشريّة تقتلنا بعد قتل الحشرات و من يبكي علينا غير أنفسنا ..فلنصالح الطبيعة فهي أمّنا

الميدات الحشريّة تقتلنا بعد قتل الحشرات و من يبكي علينا غير أنفسنا ..فلنصالح الطبيعة فهي أمّنا

الدواء في نمط الغذاء السليم ... و هل من السهل أن نحصل على الغذاء السليم؟؟

الدواء في نمط الغذاء السليم ... و هل من السهل أن نحصل على الغذاء السليم؟؟

مجمع الجنوب لتنمية الفلاحة البيولوجيّة

... عش حياتك بطريقة صحيحة

عدد الزوار لهذه المدوّنة



التاريخ

التوقيت الآن

فيديو












لكلّ الحقّ في المساهمة فهلمّ نبدأ
شكرًا على إنشاءكم هذا الفضاء الجميل